السبت، 4 يونيو 2011

33



أعشق هذه الحياة بشكل غير مسبوق . امتلك ناحيتها شهوة غير محدودة


تلك هي الحقيقة بلا إنكار ولا مواربة وبدون حتى تجميلها


أعشق الحياة بكل ما فيها بسوءاتها ولن أقول سوءها قبل فضائلها


بل بآلامها ومشاقها ومصاعبها قبل هنأها ورضاها وراحة بالها


أن بحثتم لن تجدو متحملاً وعاشقاً لها مثلى


لن أقول أنها قست على وحملتني ما لم تحمله لبشر ...


بل سأكتفي بان أقول أنى نلت نصيبي منها كما ناله غيري


أعشق اللهو والصخب .. أن اضحك بصوت مرتفع أن أمزح واسخر من كل شئ


فإن لم أجد فـ لأسخر من نفسي


صاخبة ضاجة مزعجة ساخرة ... تلك هي إنا


أصمت أنزوي أنطوى على نفسي لا أتحمل الصخب ولا الضجيج


بل أبحث عن أكثر البقع سكونا وصمتاً


هادئة منعزلة خجولة تسبح فى عالم خاص بها ... تلك هي انا أيضا


لماذا أتحدث الآن ؟ ... ولم لا ؟


أصمت وقت ان يحلو لي وأملأ الدنيا ضجيجا وصخبا وقت ان يحلو لي


حقا لا أعرف ... لكنى نظرت اليوم الى الرقم .. الرقم هو 33 ووجدته كبيراً مهيباً


نظرت فى الاتجاه الأخر ووجدتني


وجدت مخلوقة بين طور الاكتمال الى امرأة وبين نزق الطفولة وعبث الصبية ولهو الشباب


نظرت ولم أجد رابط يربطني ... فما هو هذا الرقم وما هي تلك المخلوقة


وهل يجب على أن احتمل عبء مثل هذا الرقم الثقيل ؟


أم أتغاضى عنة كأني لم أراه اليوم وأكمل عبثي وهدوئي وضجيجي وانطوائي وسخريتي وخجلي


هذا الرقم المتشابه طرفية هل يجب ان يحكمني ويملكني ؟ ان أدعى الهدوء والرزانة والحكمة


فببلوغي لهذا الرقم المتشابه أصبحت امرأة جديدة ؟


كم من مرة عاهدت نفسي ان أغير من نفسي ومن طريقة تعاملي مع الآخرين


وان أغلق أبواب شخصيتي فلا تصبح بكل هذا الوضوح والانفتاح


لكنى أبدا لم أوفى بعهدي تجاهي .. ولا حاولت


أن أضع حاجز بيني وبين تلك الشهوة المفروطة الى الدنيا .. ولم افعل


انتشى سعادة حين يصفعني الهواء على وجهي فى الأماكن الطلق


حين يلطم الماء قدمي على شواطئ البحر


أو يتقاطر على وجهي لما تفيض السماء وتضحك فتنساب ضحكاتها قطرات ماء


أزيح غطاء شعري أنزع حذائي وأعدو تحتها ملطخة بالطين غارقة بالمطر


أن أربى الحمائم والعصافير وألهو مع القطط اعتنى بالكلاب أصطاد الأسماك


أنفر من البشر أو اختلط بهم أصاخبهم وأشاكسهم .. بمعنى أدق ( أجر شكلهم)


لا أتحمل مجاملة الناس وتبادل الحوار معهم أكثر من لحظات وسماع شكواهم وتفاخرهم


ولا أستطيع تحمل التكلف والابتسام لفترة أطول من وميض البرق


لا تفارق البسمة وجهي ولا اكف عن أطلاق أعلى الضحكات وأشدها رنين كقصف الرعد


لا أطيق الاعتياد والتنميط والتعود ولا أبقى فى مكان واحد مدة قدر أصابع اليد الواحدة


أشعر بالضيق والاختناق وتضيق علىّ الأرض بما رحبت


أصبر وأرضا واحتمل ما لا يطاق


وأعشق زوجي


نهايته .. لا اعتقد أنى سأتغير ولا أرغب فى التغيير ولا اعرف أن أتغير


ولا أن أتعامل مع أنا أخرى


ولا أن أكف عن نزقي وجنوني وتهوري وصخبي وهدوئي وأستكانتى وضعفي


وحبي وتحملي للحياة


سواء تشابه الرقم 11 أو 22 أو 33 أو حتى 66


لتتشابه كل الأرقام فما خصني بها ؟


أو لتختلف فلا أبالى


وكفاني أنى اعتصر الحياة فاخذ رحيق مدادها وتعتصرني فتصفى قطرات عرقي وشوائب روحي