السبت، 9 يناير 2010

.
سؤال سخيف ألقته علىّ ... صفاء أيه الشعر الأبيض اللى مالى شعرك دة
لم أستسغ سؤالها ... ولم أرد عليه أيضاً

بل نظرت الى المرآة .. إلى عدة أعوام مضت وبضع احداث مؤلمه متلاحقه .
أثناء تصفيفي لشعرى أمعنت النظر بتلك الخصل البيضاء التى انتشرت بين ثنايا شعرى ... ليست شعرات بيضاء متهالكه كـ الموجودة فى الشعر الأشيب
بل خصل بيضاء فضيه شديدة اللمعان والحيويه ايضاً ... تنتهى أطرافها التى لم تفقد لونها تماماً بلون أحمر وبرتقالى نارى ... بينما عمرى لم يتجاوز الخامسه والعشرين بعد .

أستيقظت على صرخات أمى فى السابعه صباحا تقريبا
أول ما أنتبه وعيىّ وأستيقظ عقلى عليه صرخاتها المتتاليه " جوزى مات "
وقبل ان نصحو انا وشقيقاتى وجدنا انفسنا نركض من باب البيت الى الشارع يصلنا صوت عمى باكيا منتحباً بأن " أخويا مات " لنجد أبى ملقى على الأرض رأسه ورقبته حتى كتفاة مختفيه تماماً أسفل السيارة ,
لا حركه لا صوت , ولا حتى تأوه
فيما كان يرفعها على الكوريك راقداً أسفلها إنكسر الكوريك فجأة وسقطت فوقه السيارة
لتحتجزة بين الجنط وفراغ العجله وعمى بجوارة يحاول سحبه بلا جدوى فــ السيارة نصف نقل تزن تقريبا طنين عليها حمولتها كامله بما يوازى طنين أخرين لكنه يحاول حتى تمزقت عضلاته وكاد ظهره أن ينكسر
أُطلق صرخات متلاحقه لمنظر أبى فى جلباب سمنى فاتح لا يستوعب عقلى لما هو غير ملطخ بالدماء ... ولماذا الأرض حوله لا يسوء ترابها أى بقع دم
أنظر إلى شقيقتى الصغيرتين ... اجد اكبرهم تجلس على الأرض أمام أبى لا تنطق بينما الأصغر منكمشه بجوار حائط عاجزة عن الحركه
إلى أبى ... لا زال ملقى بلا حراك
عمى وأمى يحاولان بيأس أن يرفعا السيارة وسط بكائهم الذى فهمت منه أنه اول ما سقطت السيارة فوق "أبى" أستغاث بعمى قائلاً " الحقنى يا اخويا ... غيتنى " قبل أن يصمت تماماً
كل هذا فى ثوان أو دقائق لم ينقطع خلالهم صراخى بأسمه لحظه واحدة ... صرخات هيستيريا متلاحقه لمشهد مرعب ... بينما السيارة تواصل هبوطها ببطء وهدوء لتنغرس فى الأرض ساحقه أبى تحتها ... لم اكن أصرخ حزناً كما انه لم يكن عويل ... ولم أذرف قطرة دمع واحدة
تيقنت أنها قتلته ... لكنى أصرخ ليأتى من يرفع السيارة ويسحب ابى من تحتها
لو لم يتجمع عدد كافى ليحاول فهى سوف تفصل رأسه عن جسدة حتماً
أى اتصال بالنجدة او المطافى او أى جهه قادرة على رفعها هو مجرد وقت ضائع
فــ اللعينه لا تنتظر وتواصل السقوط

عشرات الرجال كانو شبه عاجزين عن هذا لأنه كما يقال "ساعه القدر يعمى البصر" ... السيارة لم تكن فى شارع واسع بل فى مخزن جانبى تبيت به واتساعه لا يتجاوز عرض السيارة ونصف متر من كل جانب , لا يستوعب العدد الكافى القادر على رفعها ... ولا نعرف سبب واحد دعى ابى كى يقوم بأجراء أى أصلاحات بها فى هذا الوقت المبكر وهذا المكان الضيق ولا كيف سمح له العقل والمنطق برفعها والرقود تحتها بينما عليها كل تلك الأحمال

تجمع كل رجل وشاب قادر على تقديم المساعدة لكنى كنت عاجزة عن التوقف عن مواصله الصراخ خصوصا بعد ان تجمعت النسوة ورأيت فى وجوههم تعبيرات غريبه بينما يتصعّبن ويمصمصن شفاهن قائلات " يا عينى جلال مات " أمام شقيقاتى اللاتى أحتلت ملامحهن كل الرعب والصدمه وحاله خرس تام زادت منه تلك الكلمات
ما هذة البلاهه والقسوة والغباء منهن ... واستعدت اخريات للمشاركه بالصراخ على سبيل المجامله وواجب العزاء

أختى التى كانت تجلس أمام أبى صامته باكيه قامت فجأة لتقول " بطلى صراخ ... بابا عايش "
ربع ساعه كامله قبل ان يتمكنو من رفع السيارة وسحبه من تحتها ... حى ...
فى معجزة إللهيه لم يصدقها كل من رأها او سمع بها
كُسرت عظام الترقوة ومعظم ضلوعه ... لكنه خرج من تحتها فى الوقت المناسب قبل ان تسحقه بأسفلها

حملوة الى داخل المنزل بين تيقن وشك بأنه مجرد وقت قبل أن يلفظ أنفاسه ووسط ترقب جاراتنا ليقوموا بالمطلوب من ندب وولوله ما أستدعانى وشقيقتى الى طردهم ... فيكفينا ما يجرى بدون أى محاوله أضافيه لتدمير أعصابنا ونفسيتنا وأخراجنا من ديننا كذلك

قبل أن يفتح أبى عيناة ... وينطق , لنلتقط أنفاسنا ونسمح لأنفسنا بالبكاء
وأمام أصرار امى اتصلنا بالأسعاف التى حضرت بعد دقيقتين بالضبط لتحمل أبى الى المستشفى العام الخالى من أى أى أى شئ ولم تجرى له حتى كشف بالأشعه بل ولم يجدو بها طبيب
لكنها كانت السابعه ونصف صباحاً ولا يوجد مكان نلجأ له سواها

وقفت امام السيارة ... أرمقها فى كراهيه وبغض , كرهتها حقاً واشتطت منها غضباً ...
ربما لـ أفرغ ذلك الانفعال الرهيب ... حتى أننى ضربتها "بالشبشب"

حين عاد أبى إلى المنزل كان الخبر أنتشر فى البلدة كلها ,
لكنه الخبر الأول .. قبل التصحيح
وقبل ان ينتصف النهار وصلت نصف المدينه مقدمه واجب العزاء لأبى

الذى استقبلهم شخصياً "ليتقبّله "

هناك 21 تعليقًا:

Remas يقول...

الف سلامة على باباكى

بجد انتى وقعتى قلبي ووصفتى الموقف كانى كنت موجودة معاكم

ربنا يخلي باباكى لكم ويطول لكم في عمره

الموقف صعب اوى بجد

ولما قلتى باباكى بخير الحمد لله تنفست الصعداء بعد ما كان قلبي بجد وجعنى

sal يقول...

اللهم لطفك وسترك وعفزك ورضاك
حمدا لله على سلامة الوالد
والله فى الاول كنت باحسبك حتكتبى قصه
او ما شابه
الحمد لله

ENG./ELSAYED,PMP يقول...

روحى يا شيخة الله يجزيكى ... سمع الحكاية لواحده شيب الشعر ... فما بال رؤيتها ... فعلياً

خواطر شابة يقول...

قدر الله وما شاء فعل
الحمد لله الذي جعل في قضائه اللطف
انتم لازم تعملوا صدقة وتطعموا مساكين شكرا لله
ربنا يخلي لك والدك ويحفظه من كل شر يارب

صفــــاء يقول...

reem
******
الله يسلمك ... ويحفظك يا رب ويخليكى

وأسفه يا قمر ان كنت اتسببت فى وجع قلبك ... لكن بيكون فى أحداث مؤلمه جدا لدرجه انها بتحفر فى ذاكرتك

شرفتينى بالزيارة

--------------------

sal
****
هى تنفع قصه برضه ... لمن يهوى الروايات السوداويه
قدر الله وما شاء فعل وربنا يحفظك وكل من تحب م أى مكروه
شكرا لمشاعرك

-------------------

المهندس / السيد
******************
ههههههه معلش بقى استحملنى شويه والمرة الجايه هبقى اكتب لك موضوع مرح عشان اعوضك الخضه

--------------------

خواطر شابه
************
وهو ما حدث بالفعل
لكن الموضوع حدث منذ وقت وما استدعاة للذاكرة هو عيد ميلاد والدى ومقدار ما عاناه وعانيناة من رعب وصدمه ... ربنا يكرمك شكرا لدعواتك

ENG./ELSAYED,PMP يقول...

يا شيخة روحى بقى ... انتى طلعتى اى كلام ... انا اساسا ضايفك عندى ... وبعدين لقيتك منزلو موضوع جديد ... قلت اما ادخل اغلس ... واديكى كلمتين من بتوع مذنب هالى ... تنكدى عليه كده ... على فكرة انا لسه منزل باكورة بوستاتى ... قوليلى رايك ... اكمل ... ولا اصرف نظر علشان مستقبل التدوين ف مصر

صفــــاء يقول...

ليه بس يا باشمهندس
اولا طبعا انت تغلس فى أى وقت
تغليسك مرحب به دائما وبينى وبينك بحبه
ثانيا بقى انت روح فكاهيه عاليه عاليه عاليه ملهاش حل يعنى
باكورة بوستاتك حلوة جدا والأحلى منها شعر أحمد مطر
مستقبل التدوين فى مصر بين أيديك
ومصر أمانه فـ رقبتك يا رأفت

ENG./ELSAYED,PMP يقول...

ثانيا بقى انت روح فكاهيه عاليه عاليه عاليه ملهاش حل يعنى

خلاص اعم بخ ... كفاية اعم بخ

باكورة بوستاتك حلوة جدا والأحلى منها شعر أحمد مطر

لاء... بجد أتحفتينى ... الشعر لنزار قبانى يا حاجة ... فيرزادتشى مات يا خلف

صفــــاء يقول...

تصدق بالله
قلبى كان حاسس
وقلب الأم عمرة ما يكدب عليها

لكن كدبت قلبى ومشيت ورا حبى لأحمد مطر
وأدى النتيجه
سقطت فى كشف الهيئه

ENG./ELSAYED,PMP يقول...

تصدقى بالله

انتى لو فضلتى بخفة الدم دى ... ممكن تودى جوزك المرستان ...او يروح يذاكر مانجمنت عند امه ... لانك فكرتينى باحمد حلمى ... لما بيقول لحسن حسنى ... ف فيلم ذكى شان



انا حاسس انك مش ابنك ... لاء انى مش بباك ... لاء انك مش ابنى

صفــــاء يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
الحمد لله الذى عافانا من كثير مما أبتلى به غيرنا
(واخدلى بالك انت يا سيد ؟ ... من اللى بيتقفشو فى المطبخ وهم يقيمون علاقه مع براد الشاى ويتغنون بها أمام عيون البوتاجاز المفتوحه ؟ )

إيناس حليم يقول...

ياشيخة حرام عليكي وقعتي قلبي
والله بجد حرام عليكي أنا ناقصة خضة :(

الف حمد الله على سلامة باباكي ربنا يحفظهولكم يارب من كل سوء
بيعوا العربية دي

غير معرف يقول...

حفظه الله لك دائما صحيحا معافى .. وعقبال ميت سنة

أما أسلوبك .. فهو غنى عن الوصف ..

أخيرا حفظك الله عن كل مكروه

بحر الالوان يقول...

بقي انا برضه اللي سوداوي .... ياشيخة حرام عليكي .... قلبي وجعني .... الا الاب والام دول نقطة ضعفي التي ارجو الا ابرأ منها ابدا .

الف سلامة علي والدك ... وخلي بالك منه وربنا يديله الصحة والعافية .

تحياتي

صفــــاء يقول...

إيناس حليم
************
أسفه والله يا جماعه بجد مكنش قصدى أتسبب فى كل الألم دة
طب حقكو عليا بقى
الف بعد الشر عنك يا أديبتنا الجميله من الخضه ووجع القلب
وربنا يجعل كل أيامك هنا بإذن الله

صفــــاء يقول...

شريف
******
ربنا يخليك يا عمدة ويحفظك ويمتعك بكل الصحه والعافيه
وأسلوب أيه بقى ... دة الزباين كلهم من المدونه على غرفه طوارئ المستشفى على طول
يا ساتر يا رب دة انا معرفش انى جامدة اوى كدة وتأثيرى مدمر

صفــــاء يقول...

بحر الألوان
***********
أسفه يا مصطفى لو أتسببت فى ألمك
معلش بقى مرة كدة ومرة كدة
والمرة الجايه اللى افكر فيها اكتب حاجه شبه دى هبقى احط تحذير
البوست هذا واقعي وأحداثه مؤلمه ووزارة الصحه تهيب بالسادة القراء عدم الدخول أليه

غير معرف يقول...

الف سلامه عليه

وقعتي قلبي بجد

يا رب يخليهوليك ويخليكي ليه يا رب

تحياتي

البنفسج الحزين يقول...

الحمد لله وألف سلامه علي والدك
ربنا يخليهولكوا ويبارك فيكم
بجد أسلوبك والقصه
اللي حكيتيها
شدوني جدا
الحمد لله انها عدت علي خير...

r يقول...

الف سلامه على الوالد يا صفاء
والحمد لله قدر ولطف

مجرد الاحساس بامكانيه فقد عزيز من الاسره احساس مدمر تماما

ربنا يعافى الوالد ويحفظ والدينا جميعا
--------------------
وكل سنه وانتى ومدونتك طيبين انا لسه قاريه احتفاليتك وان شاء الله دايما محبوبه وانا والله سعدت كمان بمعرفتك
دمتى سالمه ان شاء الله دايما

همس الاحباب يقول...

يا بنتى حرام عليكى
بجد الموقف صعب ومؤلم
واسلوبك فى السرد جعلنى كانى امام الموقف
الف مليون سلامة على والدك
وكل سنة وانتى طيبة
وعقبال 100 سنة تدوين
اسف للتاخير
بس غصب عنى لظروف السفر
تحياتى